للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن أبيات أولها]

إذا غامرت في شرفٍ مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم

وزنها من الوافر الأول.

وغامرت: أي دخلت في الغمرات وهي الشدائد. وأصل المغامرة أن تكون من اثنين فما زاد. والمعنى: أن طعم الموت في الأمر الهين كطعمه في الأمر الأعظم, وقد بين ذلك بقوله:

فطعم الموت في أمرٍ حقيرٍ ... كطعم الموت في أمرٍ عظيم

ستبكي شجوها فرسي ومهري ... صفائح دمعها ماء الجسوم

يقال: إنه ذهبت له فرس ومهر في أنطاكية, وذلك في أيام مدح العشائر بالشينية. وقد يجوز أن يكون ما قيل, ولا يمتنع أن يريد أنه يحمل فرسه ومهره على الإقدام حتى يصيبهما القتل فتكون الصفائح باكيةً عليهما.

وقوله:

قربن النار ثم نشأن فيها ... كما نشأ العذارى في النعيم

قربن: استعاره من قرب الإبل؛ أي سار حديد هذه السيوف إلى النار - كما أن الإبل تسير إلى القرب - ثم نشأت في النار فأداها ذلك إلى حسن منظرٍ ومضاءٍ فكأنهن عذارى نشأن في نعيم.

وقوله:

ولكن تأخذ الآذان منه ... على قدر القرائح والعلوم

يقول: الناس يفهمون ما دق من الكلام على مقدار علومهم وقرائحهم. والقرائح: جمع قريحة وهي خالص الطبع, وأخذت من قريحة البئر, وهو أول ما يخرج من مائها. ويقال: فلان في قرح عمره أي في أوله, ومن هذا قيل: ماء قراح؛ أي لا يخالطه غيره. وقافيتها من المتواتر.

<<  <   >  >>