للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حمل الفراخ على الجنس. ومن أجاز «قائم زيد» على أن يكون قائم قد سد مسد المبتدأ.

وزيد مرفوع بفعله, حسن على مذهبه أن يكون قوله غير مدفوع قد سد مسد الابتداء, و «العراب» مرفوعة لأنها اسم ما لم يسم فاعله, فكأنه قال: لا يدفع عن السبق العراب.

[ومن التى أولها]

ألم تر أيها الملك المرجى ... عجائب ما رأيت من السحاب

قوله:

تشكى الأرض غيبته إليه ... وترشق ماءه رشف الرضاب

الرشف: شرب قليل, فإما أن يكون الشارب يتعمد تقليل الشرب, وإما أن يكون المشروب قليلًا؛ ولذلك قالوا: رشف الرضاب؛ لأن الريق لا يوصف بالكثرة, وقالوا في المثل: «العب أروى والرشيف أشرب»؛ أي أن الإبل إذا أخذت الماء قليلًا قليلًا كان ذلك أكثر لشربها, وإذا عبت عبا رويت سريعًا. ويقال للمطر: رضاب, ويوم راضب إذا كان ذا مطر, ويجب أن يكون ذلك في الأصل لمطر غير شديد.

وقوله: وأوهم أن في الشطرنج همي ... وفيك تأملي ولك انتصابي

الشطرنج: كلمة معربة, وليس في كلام العرب شيء على هذا المثال, وقد استعملوها في صدر الإسلام, وأعربوها كما يعربون العربي, وأدخلوا عليها الألف واللام, ولو صغرت لكان القياس أن يقال: شطيرج وشطيريج, وتحذف النون؛ لأنها من حروف الزوائد, وهي ساكنة, ولو جمعت لقيل: شطارج وشطاريج, وكان القائل مخيرًا في التعويض بالياء وتركه, فأما من يقول: شطارٍ فقوله ضعيف؛ لأنهم إذا قالوا: فرازق في جمع فرزدقٍ فحذفوا الدال؛ لأنها تشبه التاء, والتاء من الحروف الزوائد, فحذف النون هاهنا واجب.

<<  <   >  >>