للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

ومثل العمق مملوءٍ دماءً ... مشت بك في مجاريه الخيول

خفض مثل بواو رب, ومثل لا تتعرف بإضافتها إلى المعرفة, قال الشاعر: [الكامل]

يا رب مثلك في النساء غريرةٍ ... بيضاء قد متعتها بطلاق

خفض مملوءًا؛ لأنه نعت لمثلٍ. وقافية هذه القصيدة من المتواتر, وهي اللام والواو, والقافية عند الخليل: ليلو من قوله: الخليل, [و] وصولو من قوله: الوصول.

[ومن أبيات أولها]

نعد المشرفية والعوالي ... وتقتلنا المنون بلا قتال

وزنها من أول الوافر. وسكن الياء من العوالي للضرورة, وذلك من أسهل الضرورات؛ لأنهم قد سكنوا هذه الياء في حشو البيت, والقافية أحمل لما يحذف من جميع ألفاظ الموزون.

وقوله:

ونرتبط السوابق مقرباتٍ ... فما ينجين من خبب الليالي

مقربات: جمع مقربةٍ وهي الفرس الأنثى تكون قريبةً من البيت, ويقال: إنهم كانوا يفعلون ذلك خيفة أن ينزو عليها فحل ليس بكريمٍ, والشعر يدل على أنهم كانوا يدنون الخيل من بيوتهم ليتيسير ركوبها عليهم إذا أغار مغير أو صرخ صارخ, فالذكر والأنثى فيه سواء, قال المقنع الكندي: [الطويل]

يعاتبني في الدين قومي وإنما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا

(١٣٦/أ) فمن فرسٍ نهدٍ عتيقٍ جعلته ... حجابًا لبيتي ثم أخدمته عبدا

<<  <   >  >>