أماتكم من قبل موتكم الجهل ... وجركم من خفةٍ بكم النمل
الوزن من أول الطويل وقافيتها من المتواتر.
[ومن التي أولها]
أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا ... والبين جار على ضعفي وما عدلا
الوزن من أول البسيط.
أحيا يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون الشاعر أخبر عن نفسه فقال: أحيا أي أعيش وأيسر ما قاسيت ما قتل. والآخر: أن يكون أحيا في معنى أفعل الذي يراد به التفضيل؛ أي أشد ما يكون في إحياء الإنسان, وأيسر ما لاقيت شيء قاتل؛ فكأن الكلام على التقديم والتأخير, كأنه قال: ما قتل أي الشيء الذي يقتل أحيا وأيسر ما ألقاه. وإذا حمل على هذا الوجه فقد حذف المضاف إليه في قوله: أحيا؛ لأنه أراد أحيا ما لاقيت, وإنما يستعمل ذلك في الشعر, ولو قلت في الكلام المنثور: أكرم وأفضل الناس زيد, تريد: أكرم الناس زيد وأفضلهم, لقبح ذلك, وفيه شبه من قول الفرزدق:[المنسرح]
يا من رأى عارضًا أرقت له ز .. بين ذراعي وجبهة الأسد
أراد بين ذراعي الأسد وجبهته.
وقوله:
إلا يشب فلقد شابت له كبد ... شيبًا إذا خضبته سلوة نصلا
ادعى أن كبده قد شابت لأن عادتها ألا تبيض؛ وإنما جرت العادة أن يصفوا الرأس بالشيب, وكذلك يستعيرونه للفؤاد, وإنما استحسنوا ذلك لأنهم يقولون: سواد القلب وسويداؤه وسوداؤه؛ فلما وصفوه بالسواد كما يصفون الشباب وصفوه بالمشيب, قال الطائي:[الخفيف]