للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عندهم أن يأتوا مع خمرٍ وأمرٍ بمثل سيرٍ إلا أنه عيب. وإذا كانت كأس ونظائرها مع حروف لين مثل ناسٍ وقاسٍ فهمزها خطأ, وذلك في مثل بيت أبي الطيب. ونحو منه مما لا يجوز فيه همز المهمور قول القائل: [الوافر]

يقول لي الأمير بغير جرمٍ ... تقدم حين جد بنا المراس

فمالي إن أطعتك من حياةٍ ... ولا لي غير هذا الراس راس

فرأس في القافية لا يجوز همزة.

[ومن التي أولها]

أظبية الوحش لولا ظبية الأنس ... لما غدوت بجد في الهوى تعس

وهي من البسيط الأول.

أكثر ما يقولون: جد تاعس؛ لأنهم يقولون في الماضي: تعس, بفتح العين, ويجوز أن يقال: تعس إذا جعل ذلك له كالخلق اللازم, كما يقولون: فرق وأشر ... ويجب أن يقال في الماضي تعس؛ لأن أسماء الفاعلين إذا كانت على فعل فالأغلب عليها أن يجيء الماضي على فعل كقولهم: حذر فهو حذر, وأمر الشيء فهو أمر إذا كثر.

وقوله:

ولا وقفت بجسمٍ مسي ثالثةٍ ... ذي أرسمٍ درسٍ في الأرسم الدرس

يقال: جئتهم مسي ثالثةٍ, ومسي ثالثةٍ: يعنون الليلة الثالثة. والمسي مؤد عن معنى المساء. وينشد: [الطويل]

لقيت ابنة الهندي زينب عن عفر ... ونحن حرام مسي عاشرة العشر

<<  <   >  >>