ولقيت كل الفاضلين كأنما ... رد الإله نفوسهم والأعصرا
نسقوا لنا نسق الحساب مقدمًا ... وأتى فذلك إذ أتيت مؤخرا
وقافية هذه القصيدة من المتدارك وهي حرفان متحركان بعدهما ساكن كقوله: «ئقو» من: الحزائق و «رقوا» من: أفارق, والقافية عند الخليل أولها الزاي من: حزائق وآخرها الواو التي للترنم, وكذلك هي من الفاء في أفارق إلى الواو التي بعد القاف.
[ومن التي أولها]
أرق على أرقٍ ومثلي يأرق ... وجوى يزيد وعبرة تترقرق
وهي من أول الكامل.
الأرق: فقد النوم, يقال: أرقه تأريقًا, وأرقه إراقًا كما قالوا: كذبه كذابًا, وبيت تأبط يروى على وجهين, وهو قوله: [البسيط]
يا عيد مالك من هم وإيراق
فهذا مصدر: آرق يؤرق, ويروى: وإراق بتشديد الراء, ومثله قول الشاعر: [الطويل]
لعمري لقد خلفتني عن صحابتي ... وعن حوجٍ قضاؤها من شفائيا
يريد: مصدر قضيت. والجوى: الحزن (١٣١/أ) الذي يستبطن الإنسان, فيكون في حشاه. ويقال لفساد الجوف: جوى, والعبرة: تردد الدمع في العين.
وقوله:
جربت من نار الهوى ما تنطقي ... نار الغضى وتكل عما تحرق
الغضى يوصف بأن جمره يبقى كثيرًا حتى يدعي له بعض الناس ما ينكره المعقول, قال سحيم: [الطويل]