للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعنون السهم. وقال الشاعر: [الطويل]

أحاجيك: ما مستصحبات على السرى ... حسان وما آثارها بحسان

يعني السيوف. وما: في قوله: ما ناطق, في معنى: أي شيءٍ هو ناطق, وإذا أجاب المسؤول عن هذه الأحجية فجوابه: الحسين بن إسحاق.

وقوله:

سيحيي بك السمار ما لاح كوكب ... ويحدو بك السفار ما ذو شارق

السمار: جعل سامرٍ وهم الذين يتحدثون في ظل القمر, وزعموا أن الليل يسمى سمرًا, ومثل ذلك لا يجوز؛ لأن السمر يكون فيه, وكثر ذلك حتى صار الحديث بالليل سمرًا, وإن لم يكن في القمر, ويقولون: أحيا فلان ليله إذا بات ساهرًا؛ لأن النوم عندهم ضرب من الموت, وفي الكتاب العزيز: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها}. فكأن الذي يبيت ساهرًا قد بات حيًا لم تصبه بالنوم وفاة.

وقوله:

هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق

اصطلحت الشعراء على أن يقولوا: فلان الناس كلهم, ونحو ذلك من العبارات, وإنما يريدون خيار الناس؛ لأن الرجل لو كان مثل الناس كلهم لكانت فيه عيوب كثيرة؛ لأن فيهم من هو مجنون وصاحب عاهةٍ, ومن ذلك قول الشاعر: [السريع]

إنما أراد العالم الذي له فضيلة, ولو لم يرد ذلك لكان هذا المدح كالهجاء, وقد شرح أبو الطيب الغرض في ذلك في غير هذا الموضع, وخص الفضلاء من الناس دن من هو مذموم الشيم قبيح الأخلاق, فقال: [الكامل]

<<  <   >  >>