للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشارت بمدراها وقالت لتربها ... أعبد بني الحسحاس يزجي القوافيا

وإذا كان مع الرجل سلاح دقيق شبهه بالمدرى, قال الراجز: [الرجز]

أنا سحيم ومعي مدرايه ... أعددته لفيك ذي الدوايه

والحجر الأخشن والثنايه

والمعنى: أن هذا الممدوح جعل الهندوانيات مغذاة بالطلى والهام؛ أي: أقامها لها مقام الغذاء, فهي تقع في الرؤوس كأنها مدارٍ, وفي الأعناق كأنها مخانق.

وقوله:

يجنبها من حتفه عنه غافل ... ويصلى بها من نفسه منه طالق

يجنبها - يعني (١٣٠/ب) الهندوانيات - من غفل حتفه عنه, ويصلى بها من قولك: صلي بالنار إذا أصابه حرها. وقوله: من نفسه منه طالق: استعار الطلاق للنفس, وإنما هو للمرأة, وقد استعملت الشعراء الطلاق في غير النساء, قال الشاعر: [الطويل]

مراجع نجدٍ بعد فركٍ وبغضةٍ ... يرى ساكتًا والسيف عن فيه ناطق

الهاء في به راجعة إلى الممدوح, والمحاجاة: أصلها أن يسأل الرجل صاحبه عن شيءٍ يعميه عليه لينظر: أحجاه أفضل أم حجى الآخر, والحجى: العقل. يقال للكلام الذي يسأل عنه: أحجية وأحجوه. ومما يتحاجون به قولهم: أحاجيك:

ما ذو ثلاث آذانٍ ... يسبق الخيل بالرديان

<<  <   >  >>