للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن الأبيات التي أولها]

ياذا المعاني ومعدن الأدب ... سيدنا وابن سادة العرب

الأدب الذي كانت تعرفه العرب هو ما يحسن من الأخلاق وفعل المكارم, مثل ترك السفه, وبذل الموجود, وحسن اللقاء. قال الغنوي: [البسيط]

لا يمنع الناس مني ما أردت ولا ... أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا

كأنه أنكر على نفسه أن يعطيه الناس ولا يعطيهم. واصطلح الناس بعد الإسلام بمدةٍ طويلةٍ على أن يسموا العالم بالنحو والشعر وعلوم العرب أديبًا, ويسمون هذه العلوم الأدب, وذلك كلام مولد؛ لأن هذه العلوم حدثت في الإسلام, وقال بعض الناس: يقال: جاء بالأدب؛ أي: العجب, فيذهب إلى أن قولهم أديب؛ أي: رجل يعجب منه لفضله.

وقوله: سيدنا وابن سادة العرب؛ كل شيء غلب أشياء من جنسه فهو سيد لها؛ فلذلك قيل للعير: سيد العانة؛ لأنه يقهرها ويغلبها على ما يريد. وقالوا في صفة الناقة: هي تسود المطايا؛ لأنها تغلبها في السير, وأنشد أبو زيدٍ لزهير بن مسعودٍ الضبي:

تسود مطايا القوم ليلة خمسها ... إذا ما المطايا بالنجاد تبارت

<<  <   >  >>