للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

ألا فتى يورد الهندي هامته ... كيما تزول شكوك الناس والتهم

فتى ها هنا مرفوع لأن المعنى معنى أليس؛ أي: أما من فتى؟ وهو استفهام على معنى الإنكار, كأنه قال: أفقد فتى هذه صفته؛ أي هو مفقود. و «ألا» تدخل في الكلام على معنى الاستفهام, وعلى معنى التمني؛ فإذا كانت في معنى الاستفهام جاز أن تجعل في معنى لا النافية, إذا قلت: ألا مال لك, ويجوز أن تجعل بمعنى ليس فيرتفع ما بعدها.

قال الشاعر: [البسيط]

ألا طعان ولا فرسان حاديةً ... إلا تجشؤكم عند التنانير

وإذا كانت في معنى التمني فقد زعم قوم أنها لا يجوز فيها إلا أن تنصب, وقيل: بل يجوز فيها الوجهان.

وقوله:

فإنه حجة يؤذي القلوب بها ... من دينه الدهر والتعطيل والقدم

يقول: هذا المذكور حجة للدهرية؛ لأنهم يقولون بالقدم وينفون الحساب والعقاب؛ فزعم الشاعر أنهم يقولون: لو كان الأمر كما يزعم الشرعية لم يكن لهذا الشخص أمر في العالم ولا نهي.

[ومن أبيات أولها]

أجارك يا أسد الفراديس مكرم ... فتسكن نفسي أم مهان فمسلم

الوزن من أول الطويل, والقافية من المتدارك.

الفراديس بدمشق مشهورة, ولم يردها الشاعر في هذا الموضع, وإنما أراد الفراديس

<<  <   >  >>