وقال: تقريظيك, فلو أنه في غير الشعر لكان الأحسن أن يقول: تقريظي إياك.
وقوله:
إذا ما ضربت القرن ثم أجزتني ... فكل ذهبًا لي مرةً منه بالكلم
يقول: ضربتك واسعة فإذا أردت أن تجيزني فأعطني مقدارما تسع من الذهب؛ وقد عرفت بالثناء عليك حتى كأنه صار اسمًا لي. ويحتمل أن يكون أراد: إني أمدحك بالشعر فيقول الناس: هذا شاعر الأمير, فقد اشتق لي اسم من مدحك.
وقوله:
فكم قائل لو كان ذا الشخص نفسه ... لكان قراه ممكن العسكر الدهم
يقول: كما قائلٍ لو كان هذا الشخص - يعني شخص الممدوح - عظيمًا كعظم نفسه لكان قراه - أي ظهره - مكمنًا للعسكر الدهم؛ أي العسكر العظيم.
وقوله:
وقائلةٍ - والأرض أعني - تعجبًا ... علي امرؤ يمشي بوقري من الحلم
إن جعل «قائلةً» معطوفةً على قائلٍ فالمعنى: وكم قائلةٍ؛ فيكون قد جعل الأرض هاهنا مبعضةً كأنه جعل أرض الشام تقول ذلك, وأرض العراق, وأرض الحجاز وغيرهن. وإن جعل الواو في قوله: وقائلة بمعنى رب وجب أن يعني الأرض كلها. والوقر: الثقل. وقافية هذه القصيدة من المتواتر.
[ومن التي أولها]
فؤاد ما تسليه المدام ... وعمر مثل ما تهب اللئام
الوزن من الوافر.
وقوله: فؤاد خبر كلامٍ محذوفٍ, أو يكون مبتدأً محذف الخبر. ويجوز أن يعني نفسه, ويحتمل أن يعني كل من له فؤاد؛ فإذا عنى نفسه فكأنه قال: لي فؤاد, أو فؤاد بين جنبي, أو نحو ذلك. فإذا عنى كل فؤادٍ من الناس فالمعنى: لكل أحدٍ, أو فؤاد لكل إنسان.