كفي أراني ويك لومك ألوما ... هم أقام على فؤادٍ أنجما
الوزن من الكامل الأول.
النصف الأول يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون مستغنيًا بنفسه, يقول: كفي لومك فإني أراني ألوم منك, أي ألومك أكثر من لومك إياي. وويك: كلمة لم يصرف منها فعل. وأصحاب اللغة يزعمون أن معناها التنبيه على الشيء كأنهم يريدون:«ألم تر» , وفي الكتاب العزيز:{ويكأنه لا يفلح الكافرون}؛ فذهب الخليل فيما يروون إلى أنه قال: وي على معنى التعجب, ثم قال:«كأنه لا يفلح الكافرون»؛ وهذا مخالف مذهب من يقول: ويك بلا أن, وقد جاءت مع أن المخففة ويك في قول الشاعر:[الخفيف]
ويك أن من يكن له نشب يحـ ... ـبب ومن يفتقر يعش عيش ضر
فإذا جعلت وي كلمةً والكاف للخطاب وجب أن تفتح إذا خوطب بها المذكر, وأن تكسر إذا أريد بها التأنيث.
والوجه الآخر من الوجهين الجائزين في النصف الأول أن يكون متعلقًا بالنصف الثاني, ويكون هم مرفوعًا بقوله: أراني, كأنه قال: أراني لومك ألوم هم أقام على فؤادٍ أنجم. في أنجم ضمير يعود على الفؤاد؛ أي ذهب به كما يذهب السحاب المنجم؛ فيكون قوله: ألوما أي أحق باللائمة مني, وإذا حمل على القول الأول فهم مرفوع بابتداءٍ مضمرٍ أو فعلٍ أو خبر مقدم؛ كأنه قال: هذا هم, وأصابني هم, أو بي هم.
وقوله:
وخفوق قلبٍ لو رأيت لهيبه ... ياجنتي لظننت فيه جهنما