للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن أبيات أولها]

لا تنكرن رحيلي عنك في عجلٍ ... فإنني لرحيلي غير مختار

وهي من ثاني البسيط.

إذا كان الفعل الماضي على افتعل, وكان معتل الأوسط أو من مدغم العين في اللام؛ فإن فاعله ومفعوله يستويان في اللفظ, يقال: اخترت الشيء فأنا مختار, وهو مختار, فقد استويا في اللفظ؛ لأن الياء التي هي في مكان العين كانت تدل باللفظ على الفرق بين الفاعل والمفعول من قبل أن تنقلب, فلما قلبت لتحركها وانفتاح ما قبلها لم يبق فرق بين الفاعل والمفعول, ومختار إذا كان فاعلًا مختير, وإذا كان مفعولًا فأصله مختير, وكذلك حال افتعل من المضاعف في تساوي فاعله ومفعوله, يقول: اجتررت الشيء فأنا مجتر, وهو مجتر, فالفاعل والمفعول في ذلك سواء في اللفظ؛ فالفاعل أصله مجترر بكسر الراء, والمفعول أصله مجترر بفتحها.

وقوله:

وقد منيت بحسادٍ أحاربهم ... فاجعل نداك عليهم بعض أنصاري

منيت: أي قدر لي ورميت به؛ أي: إن هؤلاء الحساد قد قضي علي أن أحاربهم, وأصل المنا: القدر, يقال: مناه الله يمنوه ويمنيه, قال الشاعر: [البسيط]

ولا تقولن لشيءٍ سوف أفعله ... حتى تبين ما يمنو لك الماني

يعني ما يقدر لك القادر. وأصل الندى أن يستعمل في الشيء القليل, مثل ندي الحجر: إذا خرج منه ماء يسير, وإنما هو مأخوذ من ندى الليل, ثم اسعملوا ذلك في العطاء, فقالوا: هو غمر الندى؛ أي: الذي يكون منه قليلًا يعد كثيرًا من غيره.

<<  <   >  >>