للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يريد بيت الشعر.

والنئيم: صوت خفي يستعمل للأسد وغيره, ومنه قولهم: أسكت الله نأمته؛ أي: لا سمع له صوت. وقد استعملوا النئيم في صوت الحمام. وقوله:

لا تحسدن على أن ينئم الأسدا

أعمل الفعل الأول وهو قوله: لا تحسدن؛ لأن القافية منصوبة, وإعمال الفعل الأول اختيار الكوفيين, ولو أن البيت مرفوع لكان ذلك على إعمال الفعل الثاني وهو ينئم, وإلى هذا الوجه يذهب البصريون؛ لأن مذهبهم إعمال أقرب الفعلين من المعمول فيه.

وقوله:

لو أن ثم قلوبًا يعقلون بها ... أنساهم الذعر مما تحتها الحسدا

ثم: كلمة مبنية على الفتح, وهي كناية عن الأمكنة. يقال: فلان هنا؛ أي: هو قريب, وفلان ثم؛ أي: بعيد, وكأنها ضد هنا, وتقع على ما بين الناطق وبينه أذرع إذا كان ثم ما هو أقرب إليه منه, ويجوز أن يقول المقيم بالشام إذا ذكر أبعد الأماكن ليس ثم كذا.

[ومن أبيات أولها]

أما الفراق فإنه ما أعهد ... هو توأمي لو أن بينًا يولد

وهي من الكامل الأول في قول الخليل, ومن السحل الثالث في قول غيره.

توأم الرجل: الذي يولد معه, وهما توأمان, والأنثى توأمه. والعرب تذم التوأم؛ لأنهم ينسبونه إلى الضعف وصغر الجسم؛ قال معاوية بن أوسٍ اليربوعي: [المتقارب]

فقام فتىً نشنشي الذراع ... ليس بنكسٍ ولا توأم

يقول: كأن البين ولد معي ومعرفتي به قديمة.

<<  <   >  >>