للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي يحكون أنه قال: وما قلت على خطاب الممدوح يرون أنه قال: خلائقك الزهر, وذلك جدير بأن يكون.

وقوله:

لساني وعيني والفؤاد وهمتي ... أود اللواتي ذا اسمها منك والشطر

الأود: يحتمل أن يكون واحدها, ود, وود, وود؛ لأنهم يقولون: فلان ودي وودي وودي كأنهم وصفوه بالمصدر قال النابغة: [البسيط]

إني كأني لدى النعمان خبره ... بعض الأود حديثًا غير مكذوب

يقول: لساني مواد لسانك, وكذلك فؤادي مواد فؤادك, والعين والهمة كذلك.

وقال: ذا اسمها, ولولا الوزن لوجب أن يقول هذه أسماؤها, ولكنه محمول على قولة: اللواتي ذا لفظها. والشطر: النصف؛ أي: أن هذه المذكورة مني كأنها مشاطرة المسميات بها من خلقك وخلقك.

[ومن التي أولها]

حاشى الرقيب فخانته ضمائره ... وغيض الدمع فانهلت بوادره

وهي من أول البسيط.

حاشى: من المحاشاة, وهي أن يظهر للرجل غير ما في نفسه. وفي (حاشى) ضمير يرجع إلى المحب. وحسن ذلك لعلم السامع بالمراد. والهاء في ضمائره عائدة على المحب, وغيض الدمع مأخوذ من غاض الماء إذا غاب في الأرض. قال جرير: [الكامل]

غيضن من عبراتهن وقلن لي ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا

يقول: حاشى المحب رقيبه فخانته ضمائره؛ لأنه لم يستطع أن يكتم ما به لما انهل دمعه.

<<  <   >  >>