للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والوجه فتح التاء في قوله: حلفت؛ لأن الممدوح هو الذي حلف, وضم التاء له معنى, ولكن الشاعر لم يرده؛ لأنه يجعل نفسه الحالفة, وليس الأمر كذلك. وقافيتها من المتواتر.

[ومن أبيات أولها]

وذات غدائر لا عيب فيها ... سوى أن ليس تصلح للعناق

وهي من أول الوافر.

وهي في صفة لعبةٍ, وخبرها مذكور في ديوان أبي الطيب. والغدائر: جمع غديرةٍ, وهو مأخوذ من أغدرت الشيء إذا تركته؛ وذلك أن شأن الناس أن يحلقوا شعورهم, فإذا ترك الشعر حتى يصير ذؤابةً, فقد أغدره صاحبه؛ أي: تركه. وقد جرت عادة النساء بتوفير الشعر, فقيل لذوائبهن: الغدائر.

وقوله:

أمرت بأن تشال ففارقتنا ... وما ألمت لحادثة الفراق

تشال من قولهم: أشلت الشيء إذا رفعته, وشال هو إذا ارتفع, قال الشاعر: [الكامل]

فإذا وضعت أباك في ميزانهم ... رجحوا وشال أبوك في الميزان

وإنما قيل للشهر: شوال؛ لأنه سمي بذلك حين تشول الإبل بأذنابها, وهو من باب قولهم: ليل نائم؛ أي: ينام فيه, وكذلك ليس الشهر بشائلٍ, وإنما تشول الإبل, قال امرؤ القيس: [السريع]

حتى تركناهم لدى معركٍ ... أرجلهم كالخشب الشائل

أراد أن القتيل إذا ترك لم يدفن انتفخ فشالت رجله. وقافية هذه الأبيات من المتواتر.

<<  <   >  >>