[قافية الحاء]
[من التي أولها]
بأدنى ابتسامٍ منك تحيا القرائح ... وتقوى من الجسم الضعيف الجوارح
وهي من الطويل الثاني عند الخليل, وعند غيره من السحل الأول, وقافيتها من المتدارك. القرائح: جمع قريحةٍ, وهي خالص الغريزة, ومنه قولهم: ماء قراح؛ أي: خالص لا يخالطه غيره, وقريحة البئر: أول ما يظهر من مائها.
(٣٦/أ) ويقال: فعل ذلك في قرح العشرين؛ يعنون سنيه؛ أي: في أولها. وقولهم للرجل: قرحان؛ إذا لم يصبه جدري ولا طاعون, يريدون أنه خالص الجسد من آثار البثور.
والجوارح: جمع جارحةٍ, وأصل الجرح الاكتساب, يستعمل ذلك في اكتساب الذنوب وغيرها, فيقال في اليدين والعينين والرجلين: جوارح, وكذلك الفم والأذن؛ لأن الاكتساب يكون بهن من مأثمٍ وغيره. والجوارح في كتاب الله سبحانه يراد بها ما علم من الكلاب, ويجوز أن تحمل على أنها الكواسب, ويمكن أن تكون من أنها تجرح الصيد؛ أي: تغادر فيه جرحًا, وهذا أشبه.
وقوله:
وإن محالًا إذ بك العيش أن أرى ... وجسمك معتل وجسمي صالح
جعل اسم أن هاهنا نكرةً وخبرها معرفةً, وهو قوله أن أرى. والمعنى أن محالًا رؤية الناس إياي وجسمك معتل وجسمي صالح؛ أي: معافىً. وقد يجوز أن يحسب هذا من الضرورات, وهو أقل مؤونةً من كون خبر كان معرفةً, وكون اسمها نكرةً؛ لأن اسم إن في حال التعريف والتنكير لا يكون إلا منصوبًا, وإذا قلت: كان زيد قائمًا, ثم قلت في الضرورة: كان زيدًا قائم, فقد تغير اسم كان عن حال الرفع.
وقوله:
وما كان ترك المدح إلا لأنه ... تقصر عن وصف الأمير المدائح
المدائح: جمع مديحةٍ, وإنما المدح للرجل, فيجوز أن يكون قولهم: مديحة في معنى مادحةٍ, كما يقول: عالمة وعليمة, واتسع في ذلك فنقل من الرجل إلى القصيدة, ويحتمل