للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

فلقد عرفتوما عرفت حقيقةً ... ولقد جهلت وما جهلت خمولا

يقول: قد عرفك الناس ولكن شأنك عظيم؛ فلم يعرفوا حقيقتك, وإنهم لجاهلون بك, وما جهلوك لأنك خامل؛ ولكن لعجزهم أن يدركوا ما عندك من الفضل. وقافيتها من المتواتر.

[ومن قطعة أولها]

عذلت منادمة الأمير عواذلي ... في شربها وكفت جواب السائل

وزنها من أول الكامل.

يقول: منادمة الأمير عذلت عواذلي في شرب الخمر, والهاء في شربها عائدة على الراح, وإنما أضمرها لأن المنادمة دلت عليها.

يقول: منادمة الأمير إذا وصل إليها الإنسان فقد وصل إلى رتبةٍ عظيمةٍ؛ فلما نادمته عذلت منادمته العواذل وأمرتهم بالكف, وكفتني جواب السائل الذي يقول: لم شربت المسكر.

وقوله:

مطرت سحاب يديك ري جوانحي ... وحملت شكرك واصطناعك حاملي

يقول: كانت جوانحي ظامئةً فأروتها سحاب يديك. والجوانح: جمع جانحةٍ وهي الضلع, وجنوحها: انعطافها. وحملت شكرك, واصطناعك حاملي؛ أي إن شكرك عظيم ثقيل فقد حملته, واصطناعك قد حملني مع شكرك؛ فدل ذلك على أن اصطناعك يزيد في القوة علي لأنه حملني وحمل شكرك.

وقوله:

فمتى أقوم بشكر ما أوليتني ... والقول فيك علو قدر القائل

يقول: متى أقوم بشكر ما أوليتني من الجميل, وإذا شكرتك فإنما أرفع قدري بذلك.

وقافية هذه الأبيات من المتدارك.

<<  <   >  >>