للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

تلف الذي اتخذ الجراءة خلةً ... وعظ الذي اتخذ الفرار خليلا

يقول: تلف الأسد الذي جعل الجرأة خلةً, أي مثل الخليل, وعظ قرينه من الأسد فاتخذ الفرار خليلًا.

وقوله:

لو كان لفظك فيهم ما أنزل الـ .... ـقرآن والتوراة والإنجيلا (*)

حدث رجل من أهل الأدب أنه كان وكيلًا في ضيعةٍ فقدم رجل يزعم أنه المتنبي, وأحمد بن الحسين يومئذٍ في أول أمره لم ينتشر خبره في الأرض, وكان الرجل يحفظ كثيرًا من شعره, فاجتمع أهل القرية حوله, وجعل ينشدهم من أشعار أبي الطيب وهو لا يلحن ولا يصحف, وكان هذا الرجل [أي: الوكيل] حاضرًا فلم يبن له أمره حتى أنشد هذه القصيدة التي في بدر بن عمار فأنشد:

لو كان لفظك فيهم ما أنزل الـ ... ـقرآن والتوراة والإنجيلا

فضم الهمزة في أنزل ونصب ما بعدها, فعلم الرجل أنه كاذب؛ قال: فخلوت به فقلت له: ويحك أما تستحي من هذا الفعل, فاعتذر بالحاجة والاختلال إلى أهل الضيعة. قال: ثم إن قومًا من أهل الضيعة مضوا يسرقون زيتونًا فمضى معهم؛ فانحل ناموسه عندهم.

وقوله:

لو كان ما تعطيهم من قبل أن ... تعطيهم لم يعرفوا التأميلا

(١٦٦/ب) سكن الياء بعد أن في: تعطيهم وتلك ضرورة, وقد استعملها الشعراء المتقدمون والمحدثون. يقول: [لو وصلت] أعطيتك من قبل أن تعطيهم, لما جرت الآمال في قلوبهم؛ لأن العطايا كانت تأتيهم من غير أملٍ.

<<  <   >  >>