ويجوز أن يكون التجديل من قولهم: ألقاه على جدوله وهي مثل أعضائه, كما يقال: قطره إذا ألقاه على قطره أي جانبه.
وقوله:
سمع ابن عمته بن وبحاله ... فنجا يهرول منك أمس مهولا
إنما قال الشاعر: ابن عمته لأنه سمع قول أبي زبيدٍ في صفة الأسد: [البسيط]
أفر عنه بني العمات جرأته ... فكلها خاشع من ذاك مكتنع
وليس لابن العمة هاهنا فضل على ابن الخالة. والهرولة فوق المشي ودون العدو, ولم يستعملوا منها فعلًا بغير زيادة. ويجوز أن يكون امتناعهم من ذلك لكراهة اجتماع اللام والراء في كلمة واحدة؛ لأن ذلك مفقود في لغة العرب, ولو لم يزيدوا الواو في الهرولة لقالوا: الهرل والهرل؛ فثقل اجتماع الراء واللام. ومهول أي قد هيل لما شاهد وسمع.
وقوله:
وأمر مما فر منه فراره ... وكقلته ألا يموت قتيلا
هذا الكلام فيه تقديم وتأخير, والتقدير: وفراره أمر مما فر منه. وأمر في أول البيت خبر مقدم, ومثل قتله موته غير قتيل؛ أي إن ذلك خطة صعبة, وإنما يحمل ذلك على التشبيه ببني آدم لأن الشجعان يكرهون الموت على الفرش, قال الحطيئة:[الطويل]
وشر المنايا هالك بين أهله ... كهلك الفتى لم يشهد الحي حاضره