وهما من المنسرح الأول في قول الخليل, ومن الطلق السادس في قول غيره, وقافيتهما من المتراكب.
النجيع: تختلف العبارة فيه, فيقولون مرة هو الدم الخالص, ومرةً هم الدم الأحمر, ومرة هو دم الجوف. وخاضبيه: معطوف على قوله: ما يخضب؛ أي: أحسن خاضبي الحديد الدم والغضب, وإن جعل (خاضبيه) منصوبًا على أنه مفعول معه فلا يمتنع.
وقوله:
فلا تشيننه بالنضار فما ... يجتمع الماء فيه والذهب
النضار: الخالص من كل شيء, وقد صار اسمًا للذهب, والمعنى أن الحديد إذا أذهب ستر الذهب الماء الذي هو من غريزته الأصلية, وكأن الشاعر اختار أن يترك على هيئته التي بها يقطع ويحمد, ولا يغير عن تلك الحال.
[ومن التي أولها]
أيدري ما أرابك من يريب ... وهل ترقى إلى الفلك الخطوب
وهي من الوافر على رأي الخليل, ومن ثاني السحل الرابع على رأي غيره, وقافيتها من المتواتر.