للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وربوا لك الأطفال حتى تصيبها ... وقد كعبت بنت وشب غلام

يقال: كعبت الجارية تكعب إذا ظهر ثديها, وكان مثل الكعب, والجارية كاعب وكعاب, ويقال: كعبت فهي مكعب؛ أي: كانوا أطفالًا ليس فهم ما خدم؛ فجئتهم وقد صلحوا للخدمة. وقافيتها من المتواتر.

[ومن أبيات أولها]

أيا راميًا يصمي فؤاد مرامه ... تربي عداه ريشها لسهامه

وزنها من ثاني الطويل.

قوله: تربي عداه ريشها لسهامه يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكونوا يربون الريش فإذا تكامل رماه الممدوح بسهامه. وإنما يعني أن الطائر يكون فرخًا فلا يكمل حتى يتم ريشه. فالممدوح يرميه وقد صلح أن يصاد.

والآخر: أن يكون المراد أن الأعداء يربون ريشهم ليأخذه فيربش به سهامه فيكون ما فعلوه قوةً له. والعرب تكني بالريش عن حسن الحال. يقال: راش فلان فلانًا كأنه جعل له ريشًا ينهض به, وقد مر ذكر ذلك.

وقوله:

وما مطرتنيه من البيض والقنا ... وروم العبدى هاطلات غمامه

العبدى: اسم للعبيد, وقد حكي مده. وينشده: [الطويل]

تركت العبدي ينقرون عجانها ... كأن غرابًا فوق أنفك واقع

والعبد يجمع في القلة على أعبد وجمعه في الأكثر: عبدان, فأما عبيد فهو اسم للجمع, مثل: كليب في جمع كلب. وفي التنزيل: {وعبد الطاغوت} كأنه اسم على فعل, كما يقال: رجل يقظ وحذر. فأما قول أوس بن حجر: [الكامل]

<<  <   >  >>