كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا ... وحسب المنايا أن يكن أمانيا
الوزن من الطويل الثاني.
والباء في بك في موضع رفع, كما تقول: كفى بفلان صديقاً؛ أي كفى فلان, فأما قولهم في التعجب: أكرم بزيدٍ فقد اختلف فيه النحويون؛ فقيل: الباء وما بعدها في موضع نصب لأنه مؤد معنى قولك: ما أكرم زيداً, وروي عن محمد بن يزيد أنه كان يقول: هو في موضع رفعٍ لأن المعنى: كرم زيد. ويحتمل أن الفعل لا يخلو من الفاعل وقد يخلو من المفعول. وواحد (٢٤٣/أ) الأماني: أمنية بتشديد الياء لا غير, والأجود أن تكون مشددةً في الجمع لأن العادة جرت بذلك. يقولون: أوقية وأواقي, وأضحية وأضاحي. وأكثر القراء يقرؤون:{لا يعلمون الكتاب إلا أماني} بالتشديد, وقدروي عن ابن القعقاع بالتخفيف وقد جاءت في الشعر مخففة. قال مالك بن الريب:[الطويل]
ويا زيد عللنا بمن يسكن الغضا ... وإن لم يكن يا زيد إلا أمانيا
وقوله:
تمنيتها لما تمنيت أن ترى ... صديقاً فأعيا أو عدواً مداجيا
خاطب نفسه في الحقيقة وكأنه يخاطب غيره؛ وذلك معروف بمذهب الشعراء, وقد مر مثله, ومنه قول الشاعر:[الكامل]
قف بالعراص عراص نجدٍ أمينا ... درست وغيرها الزمان سنينا