إنما أراد نفسه بالوقوف. والتمني المعروف هو أن يطلب الإنسان ما يريده كقول الجائع: ليت لي طعاماً, والظمآن: ليت لي ماءً بارداً, ثم وقع ذلك على جميع الأشياء التي يخختارها صاحب الأمنية. قال النابغة الذبياني: [الوافر]
تمن بعادهم واستبق منهم ... فإنك سوف تترك والتمني
وأصل هذا الكلمة من قولهم: منى الأمر يمنيه, ومناه يمنوه إذا قدره. قال الشاعر: [البسيط]
ولا تقولن لشيءٍ سوف أفعله ... حتى يبين ما يمنو لك الماني
وكأن قولهم: تمنى؛ أي أراد أن يقدر الله له شيئاً لم يصل إليه. وفي الكتاب العزيز: {إلا أذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته}.
وقال بعض المفسرين: تمنى معناه: تلا القرآن, وأنشدوا بيتاً يجوز أن يكون مصنوعاً, وهو: [الطويل]
تمنى كتاب الله آخر ليلةٍ ... تمني داود الزبور على رسل
ويجوز أن يكون التمني إذا جعل من التلاوة دخولًا فيما قدره الله؛ لأن الشيء الممنو يجوز أن يسمى مناً. والعدو المداجي: الذي يساتر, وهو مأخوذ من دجى الليل.
وقوله:
إذا كنت ترضى أن تعيش بذلةٍ ... فعلا تستعدن الحسام اليمانيا
تستعدن: من العدة. ومن الأمثال: «كل امرئٍ يغدو بما استعد» , أي بما جعله عدةً لأمرٍ. وقال عمرو بن معدي كرب: [مجزوء الكامل]
كل امرئٍ يغدو إلى ... يوم الهياج بما استعدا
والحسام: من الحسم وهو القطع السريع, والسيوف تنسب إلى اليمن وإلى الهند,