للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وما لك تعنى بالأسنة والقنا ... وجدك طعان بغير سنان

(٢٣٥/ب) يقول: لم تعن بالقنا والأسنة وجدك - أي حظك - يطعن أعداءك بغير سنان؟ وأنكر عليه حمل السيف, وهو غني عنه لما يسعده من حدثان الدهر, فقال:

ولم تحمل السيف الطويل نجاده ... وأنت غني عنه بالحدثان

وقوله:

أرد لي جميلًا جدت أو لم تجد به ... فإنك ما أحببت في أتاني

يقول: الأقدار جارية بحكمك فإذا أردت شيئاً كان, وإذا نويت أن تعطيني شيئاً وصل إلي؛ وإن لم تجد به؛ لأن الأقضية تجري بمحبتك.

وقوله:

لو الفلك الدوار أبغضت سعيه ... لعوقه شيء عن الدوران

الناس يرفعون الفلك ولا بأس برفعه لأنه مؤد معنى قولك: لو الفلك الدوار مبغض أنت سعيه, لعوقه شيء منعه أن يدور. وكان ابن جني رحمه الله يختار النصب وهو مذهب النحويين, وليس الرفع بخطأ. ويجوز أن يضمر للفلك فعل ما لم يسم فاعله ويفسره ما بعده. والقافية من المتواتر.

[ومن أبيات أولها]

لو كان ذا الآكل أزوادنا ... ضيفاً لأوليناه إحسانا

الوزن من ثالث السريع.

الأزواد جمع زاد, ومنه اشتقاق المزود, فأما المزادة التي يكون فيها الماء فيجب أن يكون اشتقاقها من زاد يزيد؛ ويدل على ذلك قولهم في الجمع: مزايد, ولو أنها من ذوات الواو لوجب أن يقال: مزاود كما قالوا: مخافة ومخاوف. قال الشاعر: [الطويل]

مزايد خرقاء اليدين مسيفةٍ ... أخب بهن الساقيات وأحفدا

أي حملا سيرهما على الحفد وهو السرعة, ومسيفةٍ؛ أي قد أفسدت الخرز. والقافية من المتواتر.

<<  <   >  >>