للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصلتي تسمو العيون إليه ... مستنير كالبدر عام العهود

وتسم: من المطر الوسمي وهو أول المطر. وتزعم أصحاب الأنواء أن له خمسة أنجم, وهي: العرقوة السفلى - يعنون عرقوة الدلو من النجوم - والرشاء والشرطان والبطين والثريا.

وقافيتها من المتراكب.

[ومن التي أولها]

ملام النوى في ظلمها غاية الظلم ... لعل بها مثل الذي بي من السقم

الوزن من أول الطويل.

يقول: ملام النوى في ظلمها ظلم, وقد صدق في هذا القول لأن النوى لا حس لها فتوصف بنصفةٍ ولا ظلم. ثم استشهد على براءة النوى من الظلم بقوله: لعل بها مثل الذي بي من السقم وهذا ظن كاذب, وقد علم قائل البيت أن النوى لا تسقم ولا يصيبها داء, ولكن جاء به على مذهب الشعراء لأن الشعر بني على قيل المحال.

وقوله:

فلو لم تغر لم تزو عني لقاءكم ... ولو لم تردكم لم تكن فيكم خصمي

هذا البيت تقوية لما ظنه في البيت الأول؛ لأنه قال: لعل بها, فكان كالشاك, ثم أقام الأدلة على أن ظنه صحيح, فقال: لو لم تغر - من الغيرة؛ يعني النوى - لم تزو عني لقاءكم؛ أي لم تصرفه.

وقوله:

أمنعمة بالعودة الظبية التي ... بغير ولي كان نائلها الوسمي

الظبية: يجوز أن تكون في نبية المبتدأ؛ كأنه قال: الظبية منعمة كما تقول: أقائم فلان فتدخل الهمزة على قائمٍ. والمعنى: أفلان قائم. ويجوز أن تكون الظبية مرتفعة بفعلها لأن منعمةً معتمدة على الهمزة؛ ولولا ذلك لم يجز أن تكون إلا خبرًا مقدمًا على رأي سيبويه.

<<  <   >  >>