الطيب أنت إذا أصابك طيبه ... والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل
الطيب مبتدأ, وأنت مبتدأ ثانٍ, وطيبه خبر أنت, والتقدير: الطيب أنت طيبه إذا أصابك, والماء معطوف على الطيب, وأنت مبتدأ والغاسل خبر أنت, وهو على تقدير الهاء كأنه قال: والماء أنت الغاسله إذا اغتسلت. والقافية من المتدارك.
[ومن التي أولها]
أبعد نأي المليحة البخل ... في البعد ما لا تكلف الإبل
وزنها من أول المنسرح.
يقول: أبعد نأي المليحة بخلها؛ لأنها إذا بخلت وهي الدانية فكأنها بعيدة الدار, وقد بين ذلك بقوله: في البعد ما لا تكلف الإبل؛ أي إن البعد قد يكون بالهجر كما يكون بالفراق.
وقوله:
كأنما قدها إذا انفتلت ... سكران من خمر طرفها ثمل
يجذبها تحت خصرها عجز ... كأنه من فراقها وجل
يقول: ردفها ثقيل فإذا انفتلت اضطرب قدها فكأنه سكران من خمر طرفها, وقد بان الغرض في البيت الثاني لأنه قال: يجذبها عجز, ووصفه بالاضطراب؛ لأن خصرها يضعف عن حمله؛ فكأنه وجل من فراقها فهو يرعد لشدة الوجل.
وقوله:
بصارمي مرتدٍ بمخبرتي ... مجتزيء بالظلام مشتمل
السيف عند العرب رداء وقد مر. قال الشاعر:[المتقارب]