يتكلمون بلسانٍ واحد, وأن سبب اختلاف الأسن هو هذا الحديث. والمعقول يشهد بأنه كذب, وبابل ليس من لفظه البلبلة فيشتق منه.
وقوله:
من لي بفهم أهيل عصرٍ يدعي ... أن يحسب الهندي فيهم باقل
تردد في شعر أبي الطيب لفظ التصغير, ولم يكثر ذلك في شعر غيره مثل كثرته في ديوانه. وحديث باقل مشهور ويجب أن يذكر هاهنا. ويقال: إنه اشترى ظبيًا فقيل له: بكم اشتريته, وكان حاملًا للظبي, فبسط يديه للسائل وأخرج لسانه؛ أراد أن يعلمه أنه اشتراه بعشرة دراهم بعدد أنامله وبدرهمٍ دل عليه بإخراج لسانه, وكان يغنيه عن ذلك أن يقول: بأحد عشر درهمًا. وزعموا أن الظبي انفلت منه. وقد عاب بعض الناس أبا الطيب لما جعل باقلًا ينسب إلى حساب الهند؛ لأنه لا يوصف بذلك؛ وإنما يوصف بالعي, وقد ذكرت ذلك الشعراء. وكان حميد الأرقط الراجز معروفًا بهجاء الأضياف, رويت له هذه الأبيات في صفة ضيفٍ:[الطويل]
أتى يخبط الأطناب والليل دامس ... يسائل عن غير الذي هو آمل
فقلت لها قومي إليه فيسري ... طعامًا فإن الضيف لا بد نازل
يقول وقد ألقى المراسي للقرى ... أبن لي ما الحجاج بالناس فاعل
فقلت لعمري ما لهذا طرقتني ... فكل ودع الحجاج ما أنت آكل
أتانا وما داناه سحبان وائلٍ ... بيانًا وعلمًا بالذي هو قائل
فما زال عنه اللقم حتى كأنه ... من العي لما أن تكلم باقل