كم قتيلٍ كما قتلت شهيد ... لبياض الطلى وورد الخدود
وهي من الخفيف الأول على رأي الخليل, وعلى رأي غيره من الطلوق.
وقوله:
وعيون المها ولا كعيونٍ ... فتكت بالمتيم المعمود
المتيم: الذي قد استعبده الحب, ومن ذلك سموا الرجل تيم اللات, كما يقولون: عبد الله, وتامت المرأة فؤاده: إذا ذهبت به, قال الشاعر:[البسيط]
تامت فؤادك لما أن عرضت لها ... إحدى بنات بني ذهل بن شيبانا
ويجب أن يكون من ذلك اشتقاق قولهم: التيمة للشاة التي يرتبطها أهل البيت, فينتفعون بلبنها ثم يذبحونها, كأنهم أرادوا أنهم ذهبوا بها فتمكنوا من المنفعة بلبنها ولحمها أكثر من تمكنهم بالمال الراعي, وقد جاء ذلك في الحديث في قوله:«والتيمة لصاحبها» , ويقال: اتام الرجل؛ إذا اتخذ تيمةً. قال الحطيئة:[الوافر]
وما تتام جارة آل لأيٍ ... ولكن يضمنون لها قراها
والمعمود: مثل العميد, وهو الذي قد غلب الحب عليه فأمرضه, حتى صار إذا احتاج أن يجلس عمد؛ أي: أسند, وهذا أشبه من أن يكون من قولهم: عمد البعير؛ إذا انفضح سنامه من حملٍ أو ركوبٍ, وكلا الوجهين يحتمل أن يكون.