للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: (١٣١/ب)

أمطر على سحاب جودك ثرةً ... وانظر إلي برحمةٍ لا أغرق

يقال: أمطر ومطر, وكان أبو عبيدة يقول: إن أمطر لا يستعمل إلا في إمطار العقوبة, وقال غيره: يقال: مطر وأمطر بمعنى واحد, ويقال: سحابة ثرة؛ أي: كثيرة الماء بينة الثرارة والثرورة, وكذلك عين ثرة إذا كانت كثيرة الدمع, قال الراجز: [الرجز]

يا من لعينٍ ثرة المدامع ... يحفشها الشوق بماءٍ هامع

ويقال: فرس ثر؛ أي: كثير الجري, قال الشاعر: [الهزج]

وقد أغدو إلى الهيجا ... ء بالمحتبك الثر

[ومن بيتين أولهما]

سقاني الخمر قولك لي بحقي ... وود لم تشبه لي بمذق

وهما من أول الوافر.

قوله:

يمينًا لو حلفت وأنت ناءٍ ... على قتلي بها لضربت عنقي

نصب يمينًا على تقدير قوله: حلفت يمينًا, أو أعني يمينًا, ونحو ذلك, وكثر تردد اليمين في كلامهم حتى سموا قول الإنسان «والله» يمينًا, قال الشاعر: [الوافر]

فلا والله لا أولي عليها ... لتمنع سائلًا منها يمين

وأصل ذلك أن أحدهم كان لا يحلف للآخر حتى يبسط اليد اليمنى من يديه إليه فيصافحه بها, ثم كثر ذلك حتى سموا الحلف يمينًا, وإن لم تبسط فيه اليد.

<<  <   >  >>