وصفه بالجود, ووصف سيفه بكثرة القتل؛ فجعله إذا ملك شيئًا يصلح أن يوهب وهبه, وجعل سيفه كالذي يملك الناس إذا قدر على قتلهم, فهو لا يبقي على من ملكه, وإنما المعنى صاحب السيف. وذهب بعض أهل اللغة إلى أن اشتقاق السيف من السواف؛ أي: الهلاك, يقال: أساف الرجل إذا ذهب ماله, قال حميد بن ثور: [الطويل]
فما لهما من مرسلين لحاجةٍ ... أسافا من المال التلاد وأعدما
فكأنهم ذهبوا إلى أن أصل السيف: سيف, وهو من ذوات الواو, فلما خفف قيل: سيف, كما قالوا في ميت: ميت, وهو من: مات يموت. والبركة يجوز أن يكون اشتقاقها من البركة؛ لأنها لا تتخذ إلا في أرضٍ مأمولة النفع, وقيل: إنما قيل لها بركة؛ لأن الإبل تبرك حولها, وقد أنشد بعضهم قول زهيرٍ: [البسيط]
حتى استغاثت بماءٍ لا رشاء له ... من ذي الأباطح في حافاته البرك
بكسر الباء يريد جمع بركة, ومن ضم الباء ذهب إلى أن البرك جنس من البط. وقافيتها من المتدارك, وهي ملك, وعلى رأي الخليل هي: ما ملك.
[ومن بيتين أولهما]
قد بلغت الذي أردت من البر ... ر ومن حق ذا الشريف عليكا
وزنهما من الخفيف الأول. وكان أبو الطيب يردد ذا في شعره كثيرًا حتى عابه عليه بعض الناس. وقوله: ذا الشريف أي هذا, والشريف من الناس: الذي له آباء شراف, ويقال: إن أهل اليمن يخاطبون من كان من أهل المملكة في حمير بالشريف. والقافية من المتواتر, وعند الخليل: أن أول القافية من إليك.