للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وبت كما بات السليم مسهدا

إلى أنه استفهام محض. وقد اختلفوا في الآية وهو قوله تعالى: {أليس منكم رجل رشيد}؛ فقيل المعنى معنى الاستفهام الذي لا تقرير فيه, كما قالت امرأة من العرب: [الطويل]

أما في بني حصنٍ من ابن كريمةٍ ... من القوم طلاب التراث غشمشم

فهذه مستفهمة لم يستقر عندها أن في القوم من يفعل بها ما يريد. وقيل إن قوله [تعالى]: {أليس منكم رجل رشيد}؛ أي قد كان بعث إليكم نبي. وقيل: إنه يعني نفسه, فإذا حمل على هذا الوجه فالكلام على معنى التقرير. وقوله: ألم تكنه؟ ! يقال كنوت الرجل وكنيته, وينشد: [الطويل]

وإني لأكنو عن قذور بغيرها ... وأعلن أحياناً بها فأصارح

[ومن أبيات أولها]

أحق دارٍ بأن تدعى مباركةً ... دار مباركة الملك الذي فيه

الوزن من ثاني البسيط.

ومباركة الملك صفة لدارٍ, ولم تتعرف مباركة بالإضافة إلى الملك؛ لأنها إضافة على معنى الانفصال, كأنه قال: دار مبارك الملك الذي فيها. ومبارك يستعمل فيما وقعت فيه البركة من الله سبحانه, وكل ما تيمن به الإنسان جاز أن يوصف بمبارك. قال ذو الرمة: [الطويل]

<<  <   >  >>