للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخول الباء في قوله: وكفى به دليل على التعجب. ودخلت الباء كما دخلت في قوله: أكرم ربه, إلا أنها في أكرم به لازمة, وحذفها مع كفى جائز, ومن هذا النحو قول النمر بن تولب: [الكامل]

ظهرت ندامته وهان بسخطه ... شيئًا على مربوعها وعذارها

كأنه قال أهون بسخطه.

وقوله:

يبني به ربنا المعالي ... كما بكم يغفر الذنوبا

سكن ياء المعالي للضرورة, وذلك كثير. وواحد المعالي: معلاة, وهي الفعل الذي يعلو به الإنسان. قال أعشى باهلة: [البسيط]

فإن يصبك عدو في مناوأةٍ ... فقد تكون لك المعلاة والظفر

[ومن أبيات أولها]

أيا ما أحيسنها مقلةً ... ولولا الملاحة لم أعجب

أفعل الذي للتعجب عند البصريين فعل, وينقض ذلك عليهم تصغيره, إلا أنهم يزعمون أنه لما لم يتصرف وصح في قولهم: ما أقوله, وما أبيعه, كما تصح الأسماء؛ صغرته العرب على جهة الغلط, والفراء يزعم أنه اسم, وتصغيره في الشعر قليل جدًا.

<<  <   >  >>