للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

يفارق سهمك الرجل الملاقي ... فراق القوس ما لاقى الرجالا

يقول: إذا لقي سهمك رجلًا نفذ فيه وفارقه سريعًا كفراقه القوس؛ أي إنه لا يثبت في الرجل, ولكنه يعبر الرجال شيئًا فشيئًا ما لقي رجلًا.

وقوله:

فما تقف السهام على قرارٍ ... كأن الريش يطلب النصالا

يقول: سهامك لا تستقر لأنها تخلص من رجل إلى رجل؛ فكأن ريشها يطلب نصالها كي يلحقها, ونصالها تفر منه.

وقوله:

وأعجب منك كيف قدرت تنشا ... وقد أعطيت في المهد الكمالا

تنشا: أصله الهمز, والتخفيف جائز. يقول: أعجب منك أيها الرجل أنك نشأت كما ينشأ وقد أعطيت الكمال في مهدك. وقافيتها من المتواتر.

[ومن التي أولها]

في الخد أن عزم الخليط رحيلا ... مطر تزيد به الخدود محولا

الوزن من ثاني الكامل.

الخد: أصله من خددت في الأرض إذا حفرت فيها موضعًا, ومنه اشتقاق الأخدود لأنه حفرة مستطيلة, ويجوز أن يكون خد ابن آدم سمي خدًا لأن الذي تحت لحمه مطمئن, ويجوز أن يكون قيل له: خد من قولهم: تخدد لحمه إذا صارت فيه طرائق تدل على الهزال. وإذا هزل الرجل ظهر في خده نحو من ذلك, والقول الأول أشبه. قال جرير في صفة الخيل: [الكامل]

أفنى عرائكها وخدد لحمها ... ألا تذوق مع الشكائم عودا

<<  <   >  >>