للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يراه فيما يزاد من السنين, فاعتذر بأحسن اعتذارٍ من أنه لم يزد القصيدة على أربعين في العدة, ثم خرج من الإخبار عن الغائب إلى مخاطبة الممدوح فقال: فارتبطها, فإنها جاءت من مربطٍ تعود ما ربط فيه أن يسبق الجياد.

[ومن أبيات أولها]

بكتب الأنام كتاب ورد ... فدت يد كاتبه كل يد

وهي من ثالث المتقارب.

أصل الورود في الماء, ثم كثر ذلك حتى قالوا: ورد الغائب إذا قدم, وورد كتاب فلان وخبره, وكل ذلك تشبيه بورود الماء.

وقوله: فدت يد كاتبه كل يد: لفظ ظاهره ظاهر العموم, وإذا لم يحمل على الخصوص كان إزراءً بالممدوح؛ لأنه يجعل يده فداء يد كاتب الكتاب, وهو والده, ومثل هذا في الشعير كثير, وكذلك في جميع الكلام.

وقوله:

فأخرق رائيه ما رأى ... وأبرق ناقده ما انتقد

أخرق: من الخرق؛ أي أنه لما نظر إليه خرق من حسن الخط, وهذا يشبه قولهم: ذهب إذا رأى ذهبًا كثيرًا فلحقه مثل الفزع, وأبرق: من برق البصر, وهو شخوصه مع فتح العين, قال طرفة: [المتقارب]

نعاني حنانة طوبالة ... ترعى أنيقًا من العشرق

فنفسك فانع ولا تنعني ... وداو كلومك لا تبرق

<<  <   >  >>