للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وإني لمسلاس القيد إلى التي ... تخاف إذا كان امرؤ السوء أوجرا

وقيل: لأبي الطيب, وقد ذكر الحرب نخاف عليك من مثل قول الشاعر, قال: وما قال؟ قالوا: قال: [الوافر]

أخاف عليك من سيفٍ ورمحٍ ... طويل العمر بينهما قصير

فأطرق, ثم قال: [الوافر]

فإن أغمدت ذا وكسرت هذا ... فإن كثير ما تبقي يسير

هذا البيت من الوافر الأول, وهو جواب للبيت الذي تقدمه, ولذلك جاءت الفاء في أوله. ويسير: يستعمل في معنى قليل, وأصله مأخوذ من اليسر الذي هو ضد العسر, واليسار مستعمل في كثرة المال؛ لأنه إذا رزقه الإنسان, تيسرت له الأمور أي جاءت سهلةً عجلةً, فكأن قولهم: يسير للشيء القليل مراد أنه يؤخذ في راحةٍ ولا يحوج إلى التعب.

[ومن أبيات أولها]

بسيطة مهلًا سقيت القطارا ... تركت عيون عبيدي حيارى

وهي من أول المتقارب.

ينبغي أن تفتح الراء في حيارى لتكون مشاكلةً للراء في قوله قطارا فإن أمالها مميل فقد أساء. وسيبويه يزعم أن الألف هي التي تفخم وتمال. والفراء يذكر أن الإمالة للحرف الذي قبل الألف, وقول الفراء أشبه. ومن اعتبر ذلك وجده على ما قال؛ لأن الألف جرس لا يحتمل أن يقع به تغيير. وحيارى: جمع حيرانٍ؛ لأن فعلان يجيء على هذا الجمع كثيرًا مثل سكران وسكارى, ونشوان ونشاوى, وبعض العرب يقول: سكارى, فإن كان ذلك

<<  <   >  >>