[ومن التي أولها]
لأي صروف الدهر فيه نعاتب ... وأي رزاياه بوترٍ نطالب
وهي من الطويل الثاني في رأي الخليل, ومن أول السحل الأول في رأي غيره, وقافيتها من المتدارك. قال: فيه؛ فأضمر قبل الذكر لعلم السامع بما يريد, ومثل هذا كثير, قال النابغة: [الوافر]
فأقبلهن بطن الأتم شعثًا ... يصن المشي كالحدأ التؤام
فقوله: أقبلهن: يعني الخيل, ولم يتقدم لها ذكر. ومن العرب من يكسر واو الوتر, ومنهم من يفتحها لجعله مصدر وترت وترًا, مثل: وعدت وعدًا. والوتر الذي هو فرد يجوز فيه الوجهان أيضًا.
وقوله:
مصائب شتى جمعت في مصيبةٍ ... ولم تكفها حتى قضتها مصائب
شتى: لكمة مأخوذة من الشت, وهو في معنى الفرقة, ويمكن أن يكون اسمًا موضوعًا على فعلى, ويجوز أن يكون جمع شتيتٍ, مثل: جريحٍ وجرحى, قال الراجز: [الرجز]
القوم أخياف وشتى في الشيم ... وكلهم يجمعه بيت الأدم
وشتان: اشتقاقه مثل اشتقاق شتى, يقال: شتان فلان وفلان, وشتان ما هما. وأجاز الفراء كسر النون, فيجوز أن يكون كسرها بناءً, ويحتمل أن يكون تثنية شت, قال الأعشى: [السريع]