لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي ... وللحب ما لم يبق مني وما بقي
وهي من ثاني الطويل.
قوله: ما يلقى الفؤاد: في موضع رفع بالابتداء, والتقدير: ما يلقى الفؤاد من أجل عينيك, وهذا الرفع هو الذي يسميه الكوفيون: خبرًا لصفةٍ؛ لأنهم يسمون حروف الخفض: حروف الصفات, ورفعه عند سعيد بن مسعدة بفعلٍ مضمرٍ كأنه قال: لعينيك حدث أو استقر ما يلقى الفؤاد.
وقوله:
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ... ولكن من يبصر جفونك يعشق
من: في موضع رفع, ولكن مقدرة بعدها هاء, كأنه قال: ولكنه, وإذا دخل على من التي يجازى بها عامل لم تعمل شيئًا, فإذا قلت: إن من يأتيني آتيه؛ فجعلت من في موضع نصب لم يقع الشرط والجزاء, فإن أردت ذلك نويت إضمار الهاء, كأنك قلت: إنه من يأتني آته, وعلى ذلك أنشدوا قول الشاعر:[الخفيف]
إن من يدخل الكنيسة يومًا ... يلق فيها جآذرًا وظباء
كأنه قال: إنه من يدخل الكنيسة, وقال الأعشى:[الخفيف]
إن من لام في هوى ابنة حسا ... ن ألمه فأعصه في الخطوب
كأنه قال: إنه من لامني. وهذا البيت ينسب إلى أمية بن أبي الصلت:[الطويل]
ولكن من لم يلق أمرًا يخافه ... بعدته ينزل وهو أعزل