ويروى: لا يلق, كأنه قال: ولكنه, وفي الكتاب العزيز:{إنه من يأت ربه مجرمًا}. وما يجري في ذلك مجرى من, يقول: ما تفعل أفعل, وفي التنزيل:{وما تفعلوا من خيرٍ يعلمه الله} , فإن قلت: إنما تفعله من خيرٍ تجاز عليه لم يجز الشرط والجزاء إلا على إضمار هاءٍ.
وقوله:
وبين الرضى والسخط والقرب والنوى ... مجال لدمع المقلة المترقوق
يقال: ترقرق الدمع إذا جرى على الخد, ووزن ترقرق عند سيبويه: تفعلل, وعند صاحب كتاب العين: تفعفع, وعند الفراء, وأبي إسحاق الزجاج: تفعفل. ويقال: دمع رقراق, قال امرؤ القيس:[المتقارب]
فأسبل دمعي كفيض الجمان ... أو الدر رقراقه المنحدر
وقوله:
وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه ... وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي
ادعى أبو الطيب أن أحلى الهوى ما شك في الوصل ربه, وفي الهجر. وليس هذه الصفة صفة حلوٍ؛ بل هذا الفن يجب أن يوصف بالمرارة, وإنما حلاوة الهوى أن يكون سالمًا من الفراق والهجر, وقد وصفت ذلك الشعراء, قال الشاعر:[الطويل]
إذ الناس ناس والأحبة جيرة ... جميع وإذ كل الزمان ربيع