البيت الأول قد كمل معناه وهو غير محتاجٍ إلى ما بعده. وقوله: إلى الهام: يفتقر إلى فعلٍ مضمرٍ يكون راجعًا إلى السيوف كأنه لما جرى في البيت الأول ذكر الهجر أضمر يهجر في البيت الثاني, يريد تهجر سيوفك أغمادها إلى الهام, كما قال:(هجرت إليه الغيث) أي: تركت الغيث لتتصل به, وكذلك سيوفه تهجر الأغماد لتقع في الهام.
وقوله:
قتلت نفوس العدى بالحديد ... حتى قتلت بهن الحديدا
يريد أنه يحطم السيوف في الأعداء, وهذا نحو من قول البعيث:[الطويل]
وإنا لنعطي المشرفية حقها ... فتقطع في أيماننا وتقطع
وقوله:
فأنت وحيد بني آدمٍ ... ولست لفقد نظيرٍ وحيدا
ادعى له الوحدة في أول البيت, ثم قال: ولست لفقد نظيرٍ وحيدًا؛ أي: أن الناس يشاركونك في الصورة الإنسية, وفي الأشياء التي يشترك فيها العالم, كالنوم والطعام والشراب, فإذا جاء السؤدد والشجاعة والكرم وما يحمد الرجل عليه كنت الأوحد.
[ومن التي أولها]
أحاد أم سداس في أحاد ... لييلتنا المنوطة بالتناد
وهي من الوافر الأول على رأي الخليل, ومن السحل الرابع على رأي غيره.