(٤٦/أ) إنما شبه الممدوح بالبدر إذ كان اسمه بدرًا, ادعى أنه قد رأى للبدر ولودًا؛ أي: أبًا, وللبدر وليدًا؛ أي: مولودًا, وهذه من الدعاوي الباطلة؛ لأنه لا يعني إلا بدر السماء, وقوله: لبدرٍ نكرة, ولا يحتمل أن يكون معرفةً؛ لأنه لو كان ذلك لم يكن فيه مدح.
وقوله:
وربتما حملةٍ في الوغى ... رددت بها الذبل السمر سودا
إذا جاءت بعد رب وربت فالأحسن الخفض, وتكون ما زائدةً, فيقال: ربما رجلٍ مررت به, وربتما خيلٍ شهدتها. قال ضمرة بن ضمرة:[السريع]
ماوي يا ربتما غارةٍ ... شعواء كاللذعة بالميسم
ولو رفع الاسم بعد ما وجعلت كافة لم يبعد ذلك. فأما قوله تعالى:{ربما يود الذين كفروا} فما وما بعدها في موضع خفضٍ كأنه قال: رب ودادٍ للذين كفروا. وقد يجيء في الشعر بعد ربما ما فيه الألف واللام فقال أبو دؤاد:
ربما الجامل المؤبل فيهم ... وعناجيج بينهن المهار
فيجوز أن يكون أشمر يكون كأنه قال: ربما يكون الجامل. ويجوز أن يجعل ما نكرة ويوقعها على زمان كأنه قال: رب زمانٍ الجامل في هؤلاء القوم فيه. وجعل الذبل تصير سودًا؛ لأن بعض الدم يكون أسود.
وقوله:
بهجر سيوفك أغمادها ... تمنى الطلى أن تكون الغمودا
إلى الهام تصدر عن مثله ... ترى صدرًا عن ورودٍ ورودا