بعلة العلل؛ كأنهم يريدون الحجة التي تزيل العلة التي تعترض على القلوب بالشك, ثم سموا الشيء باسم ما قرب منه, كما قالوا للعشب: ندًى, وللخمر: كاس.
[ومن أبيات أولها]
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي ... ورؤياك أحلى في العيون من الغمض
وهي في الوزن كالتي قبلها.
رؤياك: إذا خففت الهمزة فيها جعلت واواً خالصةً, وذلك أفصح اللغات, ومنهم من يقلب الواو ياءً, فيقول: ريا, وذلك على لغة من يألف تخفيف الهمزة حتى يظن أن الواو أصل, فيقلبها إلى الياء؛ لأنها ساكنة, كما قلبوها في قولهم: قرون لي والواحد ألوى, فأصل لي لوي, ومنهم من يكسر اللام لأجل الياء, فيقول: لي, كما كسر الباء في بيضٍ وأصلها الضم, ومن قال ذلك قال: ريا فكسر الراء من أول الكلمة, وينشد: [الطويل]
لعرض من الأعراض يضحي حمامه ... ويمسي على أغصانه الخضر يهتف
أحب إلى قلبي من الديك ريةً ... وبابٍ إذا ما هز للرد يصرف
أراد رؤيةً فخفف الواو, ثم ادغمها في الياء, فلما صارت ياءً كسر أول الحرف.
وقوله: (٩٨/ب)
على أنني طوقت منك بنعمةٍ ... شهيد بها بعضي لغيري على بعضي
يوجد في بعض النسخ الياء محذوفةٍ من بعضي في آخر البيت, والصواب إثباتها؛ لأنها ياء الإضافة ولا ينبغي أن تحذف من الخط؛ لأن المعنى إثباتها, وإنما يحذف بعض العرب في الإنشاد هذه الياءات, وهي في نية الإثبات عنده, فأما في مثل هذا الموضع الذي يوهم القارئ والمبتدئ أن الشاعر لم يقله بالياء فلا يحسن بحالٍ, وإذا كتب كاتب قول قطري بن الفجاءة: [الكامل]