للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ومن بيتين أولهما]

فديت بماذا يسر الرسول ... وأنت الصحيح بذا لا العليل

وزنهما إن أطلقا من أول المتقارب, وإذا قيدا فهما من ثانيه, وقافيتهما إن أطلقا من المتواتر وإن قيدا فقافيتهما من المترادف لاجتماع الساكنين.

[ومن التي أولها]

إن يكن صبر ذي الرزية فضلا ... تكن الأفضل الأعز الأجلا

وزنها من أول الخفيف.

قوله:

أنت يا فوق أن تعزى عن الأحـ ... ـباب فوق الذي يعزيك عقلا

قوله: يا فوق يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون قد حذف المنادى لعلم السامع بما يريد؛ كأنه قال: أنت يا سيف الدولة, أو يا ملك, أو يا أمير, أو نحو ذلك. وحذف المنادى يكثر في شعر العرب, قال الشاعر: [الطويل]

ألا يا اسلمي ثم اسلمي ثمت اسلمي ... ثلاث تحياتٍ وإن لم تكلمي

والآخر: أن يكون جعل فوق نعتًا لسيف الدولة؛ فكأنه أخرجه من باب الظروف إلى باب الأسماء, وهذا القول أحسن في نقد الشعر, لأن فوق الأولى والثانية في الوجه الأول: ظرفان, وفي الوجه الآخر: الأول منهما اسم, والثاني ظرف. ولو كان فوق في موضع رفع على هذا الوجه لرفع فقيل: أنت فوق أن تعزى, وقد أدخلوا الباء على فوق وأنشدوا بيتًا ينسبونه إلى

<<  <   >  >>