القبائل في آخر البيت مرفوعة بقوله: التفت, والهاء في أرواحها راجعة إلى العرب العرباء, وفي تصرفت ضمير يرجع إلى العرب أيضًا, وضرب أنابيب القنا مثلًا, وجعل العوامل هي التي تنكت الفرسان؛ أي تلقيهم, يقال: انتكت الرجل إذا وقع على رأسه, وأنشد ابن السكيت: [المنسرح]
منتكت الرأس فيه دامية ... جائشة لا تردها الفتل
أراد أن العرب كلها مدد لسيف الدولة؛ إلا أنه كعامل القناة, وما تنكت الفرسان إلا عوامل الرماح.
وقوله:
رأيتك لو لم يقتض الطعن في الوغى ... إليك انقيادًا لاقتضته الشمائل
يقال: فلان حسن الشمائل والشمال؛ يريدون حسن السجية والأخلاق. والأصل في ذلك أن الإنسان يشتمل على ما فيه مما يحمد, ويجوز أن تجعل الأخلاق مشتلمةً عليه, والناس يستعملون الشمائل في حسن الخلقة والقد, وهذا البيت ينسب إلى امرئ القيس: [الكامل]
فلئن كبرت لقد علمت بأنني ... حلو الشمائل ماجد الأصل
وقال النحويون: الشمائل واحدها شمال, ويجوز أن يكون شمال جمعًا؛ لأنهم يقولون دلاص للواحد والجمع؛ إذ كان فعيل وفعال يتقاربان, فإذا قيل: دلاص جاز أن يكون واحدًا وجمعًا لدلاصٍ مثل لفظه, وإذا صح قول امرئ القيس: [الطويل]
كنائن يجري فوقهن دليص
فيجوز أن يكون الدلاص جمع دليصٍ. وقال صخر بن معاوية بن الشريد: [الطويل]
ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل وما لومي أخي من شماليا
وقافيتها من المتقارب.