بهن الإنسان؛ فيكون ذلك كالقتل له, ولذلك قال القائل: [المتقارب]
وجرح اللسان كجرح اليد
بل جرح اللسان أبقى على ممر الأيام, والجرح باليد قد يندمل في كثير من الأوقات.
وقوله:
قريب عليه كل ناءٍ على الورى ... إذا لثمته بالغبار القنابل
القنابل: جمع قنبلةٍ وهي الجماعة من الفرسان. قال النابغة الذبياني: [الطويل]
يحث الجياد جالزًا بردائه ... يقي صاحبيه ما تثير القنابل
جالزًا بردائه؛ أي قد عصب به رأسه, وأصل الجلز: العقد الشديد المحكم.
وقوله:
إذا العرب العرباء رازت نفوسها ... فأنت فتاها والمليك الحلاحل
العرباء صفة للعرب؛ أي: الخالصة, وهو من جنس قولهم: داهية دهياء, فأما قولهم: العرب العاربة؛ فأصحاب النسب يفسرون هذا اللفظ بأن المراد به قبائل من العرب درجت فلم يبق منها أحد يعرف؛ كعاد وثمود وجرهم وطسم وجديس وأميم, ويقال: أميم. وقولهم: العاربة توكيد لهم؛ كما يقال: شيب شائب, وموت مائت, وكذلك شغل شاغل, قال امرؤ القيس: [السريع]
حلت لي الخمر وكنت امرأً ... عن شربها في شغلٍ شاغل
وقال الراجز: [الرجز]
يخضبن بالحناء شيبًا شائبا ... يقلن كنا مرةً شبائبا
وقوله (١٥٢/ب):
أطاعتك في أرواحها وتصرفت ... بأمرك والتفت عليك القبائل
وكل أنابيب القنا مدد له ... وما تنكت الفرسان إلا العوامل