مهار, وإذا جمعوا المهرة على حد جمعهم الظلمة فالأجود مهرات بضم الهاء كما تقول: ظلمات, ويجوز الفتح والتسكين في الهاء, وإذا حملت على أنهم يقولون مهر مثل ظلمٍ ثم جمعوا الجمع فالفتح لا يجوز غيره. وقالوا: فرس ممهر؛ إذا كان في بطنها مهر, وقالوا لولد الحمار الوحشي مهر أيضًا, قال عدي بن زيدٍ:[المدريد]
في مصاب الغاديات له ... لقح لم تفل أمهارا
[ومن بيتين أولهما]
أنا بالوشاة إذا ذكرتك أشبه ... تأتي الندى ويذاع عنك فتكره
(٧٥/أ)
وإذا رأيتك دون عرضٍ عارضًا ... أيقنت أن الله يبغي نصره
هذان البيتان يجب أن يجعلا في حرف الراء, وهما من أول الكامل إن كان قائلهما لم ينون «أشبه» وظن أن البيت مصرع, فإن ذلك يبطله البيت الثاني لأن قافيته نصره.
وإذا صرع البيت الأول وجب أن يكون رويه الهاء؛ وذلك مستقيم لأن الهاء في أشبه وتكره أصلية, فإذا جاءت البيت الثاني انتقض ذلك التقدير؛ لأن الهاء للضمير ولا تجعل رويا في هذا الموضع, فإن لم يجعل البيت مصرعًا, ونونه وهو يريد بأشبه أآفعل التي للتفضيل, فإن تنوينه يقبح. وكان بعض من سلف من النحويين يجيز أن يصرف أفعل على اختلاف ضروبه إلا أفعل الذي يتصل به من كذا, كقولهم: هذا أفضل من فلانٍ, ولم يرد قائل البيت إلا هذا الوجه. وكان محمد بن يزيد يجيز صرف أفعل الذي معه من, فأما في الشعر القديم فلا يعرف شيء من ذلك جاء مصروفًا, وإذا لم تذكر «من» بعد أفعل حسن أن يشبه بغيره. فإن