للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحياك ود من هداك لفتيةٍ ... وخوصٍ بأعلى ذي طوالة هجد

تيممتنا من بعد ما نام ظالع الـ ... ـكلاب وأخبى ناره كل موقد

ويقال في المثل: «ارق على ظلعك»؛ أي: تكلف الأمر على ما بك من ضعفٍ, ويقال: ارقأ (١٠٦/ب) على ظلعك, بالهمز. قال الأفوه: [الرمل]

فارقأن منك على ظلعك قد ... فاتك القوم نجارًا وسعه

[ومن التي أولها]

تالحزن يقلق والتجمل يردع ... والدمع بينهما عصي طيع

وهي من الكامل الأول على رأي الخليل, ومن السحل الثالث على رأي غيره.

عصي: في معنى عاصٍ؛ لأنه جاء على فعيلٍ للمبالغة, كما قالوا: عليم وعالم, ورحيم وراحم, ولا يمتنع أن يكون عصي على وزن فعولٍ في الأصل, كأنه قال: عصوي, كما يقال في ضاربٍ: ضروب, فلما وقعت الواو الساكنة قبل الياء قلبت ياءً, كما فعلوةا ذلك في معصي؛ لأنه على مثال مفعولٍ, وأصله معصوي, ومثل عصي في احتمال الوجهين قولهم للسيل الذي يأتي من غير البلد الذي همى فيه: أتي, فيجوز أن يكون مثل عليمٍ, أو مثل ضروبٍ. وطيع في معنى طائع, وأكثر ما يجيء هذا المثال في معنى فاعلٍ, مثل: هينٍ ولينٍ وسيدٍ, إلا أنهم قالوا: ناقة ريض؛ أي: التي قد بريضت ولم تكمل رياضتها. وقد ذكروا الريض في الأضداد, تكون في معنى التي لم ترض, والتي قد ريضت شيئًا, قال الراعي: [الكامل]

<<  <   >  >>