للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويومٍ من الشعرى يذوب لعابه ... أفاعيه في رمضائه تتململ

أي: من أيام الشعرى وقالوا: ذكت الشعرى, وأجت الشعرى يريدون الحر الذي يكون أيام طلوعها, قال الشاعر:

فظلت على العذب النقاخ لبونة ... رواء إذا الشعرى على الهام أجت

ويصفون أنها تطلع في أول الليل إذا اشتد البرد, قال الشاعر:

وإنا لنقري الضيف من قمع الذرى ... إذا وافت الشعرى انقطاع نهارها

والعرب تزعم أن الشعريين أختا سهيلٍ, فالعبور تراه فهي مستعبرة والغميصاء لا تراه فقد غمصت من البكاء, والغمص مثل الرمص.

[ومن التي أولها]

أطاعن خيلًا من فوارسها الدهر ... وحيدًا وما قولي كذا ومعي الصبر

وهي من الطويل الأول.

هذه استعارة لا يثبت لها حقيقة, ولكن الشعراء عليها مصطلحون, ولكنه لما جعل الدهر يحاربه جعله من فوارس الخيل التي يطاعن, والعرب يقولون: طاعنا الخيل, وإنما يريدون فرسان الخيل؛ لأن الخيل لا تطاعن, إلا أنها تعين الفرسان على الطعان؛ فلذلك جاز أن ينسب إليها الطعن. يقال: طعن بالرمح طعنًا, وطعن باللسان طعنانًا, قال أبو زبيد: [الخفيف]

<<  <   >  >>