المصغرات يقال: ذيا, وذياك, وذيالك, واحتج من زعم أن الذال والياء في الذي من ذا؛ لأنهم قالوا في تصغيره: اللذيا, وكذلك قولهم: تيا, بينهما وبين اللتيا من المناسبة كما بين ذيا واللذيا.
وقوله:
إليك بن يحيى بن الوليد تجاوزت ... بي البيد عنس لحمها والدم الشعر
هذا يحمل وجهين:
أحدهما: أن يعني بالعنس الناقة الصلبة المسنة, ويكون محمولًا على المبالغة, كما أنك إذا وصفت شاعرًا قلت: داره شعر, وفرسه قريض, أو نحو ذلك.
والآخر: أن يريد بالعنس القصيدة, وهذا أحسن.
وقوله:
إلى ليث حربٍ يلحم الليث سيفه ... وبحر ندًى في موجه يغرق البحر
يقال: ألحمت الرجل وغيره إذا أطعمته اللحم, يريد أن هذا الممدوح يجعل إطعامه الأسد اللحم ضربه إياه بالسيف, وهذا نحو من قولهم: تحيته الضرب, وعتابه السيف, أي: يقيمه مقام التحية والعتاب. ومن ذلك قولهم: قريت الهم الرحلة؛ أي: جعلتها كالقرى له. وقال عمرو بن معد يكرب: [الوافر]
وخيلٍ قد دلفت لها بخيلٍ ... تحية بينهم ضرب وجيع
وقوله:
متى ما يشر نحو السماء بوجهه ... تخر له الشعرى وينكسف البدر
الشعرى: إحدى الشعريين, وهما العبور والغميصاء. والعبور أكثرهما نورًا. والعرب تصف شدة الحر إذا كان النوء للشعرى, قال الشنفرى: [الطويل]