للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البندقة التي تخرج من قوس البندق, وإنما سميت قوس البندق؛ لأن ما يرمى عنها في مقدار البندق من الثمر, وهو كلمة لا أصل لها في العربية, ولم ينطقوا بالبدق فيحكم على أن النون زائدة.

وحكى ابن سعدٍ, رواية أبي الطيب, أنه سئل عن أي القصيدتين أفضل: أهذه أم التي على الراء, وهي قوله في هذه الوقعة: [الوافر]

طوال قنًا تطاعنها قصار ... ......................

فقال - يعني القافية -: هذه اختياري, وتلك اختيار سيف الدولة.

وقافية هذه القصيدة من المتدارك, وهو حرفان متحركات بعدهما ساكن, كأنه رقي, من بارق, والقافية على رأي الخليل في هذا البيت, وفي القصيدة كلها من آخر ساكن في البيت إلى أول ساكنٍ يليه مع المتحرك قبل الساكن؛ فالقافية عنده: بارقي, وابقي, من السوابق؛ مرةً تكون الكلمة تامةً, ومرةً منقطعةً, وعند سعيد بن مسعدة أن القافية الكلمة بأسرها.

[ومن التي أولها]

أتراها لكثرة العشاق ... تحسب الدمع خلقةً في المآقي

وزنها من أول الخفيف. والعشاق: جمع عاشقٍ, وقال بعضهم: اشتقاق العاشق من العشقة, وهي نبت يصفر فشبهوا العاشق بها لصفرته. والمآقي: جمع مأقٍ على مثال مأوٍ, وهو على ذا القول مفعل, وقد مر ذكره.

وقوله:

كيف ترثي التي ترى كل جفنٍ ... راءها غير جفنها غير راق

يقال: رأى وراء على القلب, كما قالوا: ناء ونأى إذا بعد, قال الشاعر: [الوافر]

عليل راء رؤيا فهو يهذي ... بما قد راء منها في المنام

ووزن رأى: فعل, ووزن راء في الأصل: فلع, والموجود منه فلع؛ لأن همزة رأى عين,

<<  <   >  >>